دراسات إسلامية

 

كتب العلوم الشرعية بالعربية في الهند

بقلم: الأستاذ أشرف عباس القاسمي(*)

 

 

 

        الهند منذ ما بزغ فيها فجر الإسلام وحمل إليها المسلمون معهم من مصابيح الهدى والإيمان بالله وعقيدة التوحيد الخالص وعاطفة تكوين مجتمع صالح عماده العدل والبر بالإنسانية وترغيب الشعب فيما ينفعهم من الحصول على العلم والمعرفة والأدب والهندسة، فمنذ ذلك الحين شهدت الهند رقياً ملموساً في مجال التعليم والتربية، فقد أنجبت ألوفا من النوابغ المعروفين والمؤلفين المبتكرين والمصنفين الإسلاميين الذين خدموا الإسلام بأقلامهم، وخلّفوا أثارًا علميةً يعتز بها تاريخُ الهند الإسلامي المشرق وأغنوا مكتبات العالم الإسلامي بما وهبهم الله تعالى من مؤهلات علمية والتعصب لدينهم الحنيف والتضلع من العلوم الشرعية المستمدة من الوحي الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

     فكل من له أدنى إلمام بتاريخ الهند يعرف أن المسلمين حكموها زهاء ألف سنة، وقد مرت بالهند أربعة عهود إسلامية: عهد الفتح العربي ثم عهد الفتح الأفغاني، ثم عهد المماليك ثم عهد المغول، وفي معظم هذه العهود كانت الهند للمسلمين وحدهم، ولم تكن هذه المدة قصيرة غير طويلة حتى تمر بدون أن تخلف أثارًا رائعةً باقية في مجالات مختلفة من حياتها، وكانت السيطرة للمسلمين على الشعب والحكومة، وحكمها الملوك الإسلاميون الذين يتجمل التاريخ بذكرهم كالسلطان شمس الدين الألتمش (633هـ) والملك الصالح ناصر الدين محمود (663هـ) والملك العادل غياث الدين بلبن (686هـ) والملك الفاتح علاؤ الدين الخلجي (416هـ) والملك القاهر محمد تغلق (754هـ) والملك الكريم فيروز شاه (799هـ) والملك الفاضل سكندر اللودهي (923هـ) والإداري النابغة شير شاه السوري (954هـ) وصاحب الأثار الجميلة شاهجهان التيموري (1068هـ) وناصر الدين والسنة أورنغ زيب عالمكير (1111هـ) وقد وفد في عهود هؤلاء الملوك البارزين عدد هائل من العلماء والمثقفين من شتى أنحاء العالم كما نجم في أرضها الخصبة من سجلوا التاريخ بماثرهم العلمية الخالدة التي لاتبلى ولا تفنى بمشية الله تعالى.

     والحديث عن هذا التأريخ يطول ذكره، بيدأني اكتفى بذكر ما خلفوا من الاٰثار العلمية في العلوم الشرعية أي التفسير والحديث والفقه والأدب واللغة فإن العلماء في الهند لم يخدموا الأدب باعتبار أنه فن من الفنون فقط بل لما له صلة عميقة بالكتاب والسنة المصدرين الأساسيين لفهم الشريعة الغراء التي جاء بها سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

     ونقتصر على ذكر الكتب التي أنتجها العلماء في الهند باللغة العربية علماً بأن الاعتناء باللغة العربية والاحتفاظ بكيانها في الهند لم يزل ولايزال شعار المسلمين الهنود منذ تواجدهم في هذه البلاد الوثنية، فقد برز فيها أدباء بارعون وشعراء مفلقون وكُتّاب إسلاميون ومؤلفون نابغون شهد لهم علماء العرب بالفضل وعكفوا على الاستفادة مما دبجت يراعهم، ولايزال المسلمون يد رسون أمهات كتبهم في المدارس الدينية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد باللغة العربية التي يعتبرونها جزءًا لاينفك من حقيقة الإسلام، ويكتبون ويؤلفون فيها ويصدرون مجلات شهرية أو فصلية ويقيمون نوادي عربية، والمجامع العلمية الأدبية، وذلك كله في الهند الدولة التي تبعد كل البعد عن العربية وجوها الأصيل، ولا تساعد ولاتحرض على نشرها وبثها بل ربما تضعف وتوهن همم من تعنيهم اللغة وتحقد على مراكزها ومدارسها؛ ولكن المسلمين صلتهم بالعربية صلة قوية منشؤها حب الدين والاعتقاد بأن فلاحهم معقود بنواصي شعائرهم الدينية وميزاتهم الإسلامية مهما تتغير الأوضاع وتهب العواصف الهوجاء وتنسج المؤامرات ضد هويتهم ودينهم ورقيهم الاقتصادي أو التعليمي.

     وقبل الخوض في ذكر مؤلفات العلماء الهنود بالعربية نود الإشارة إلى أننا وزّعنا كتب العلوم الشرعية بالعربية في الهند على ثلاثة عصور وعهود مرت بها؛ ليكون البحث ميسور الفهم وسهل المتناول، (1) الكتب التي وضعت إلى القرن العاشر الهجري (2) ما وضع إلى القرن الثالث عشر الهجري (3) ما وضع في القرن الرابع الهجري إلى حد اليوم. علمًا بأننا نكتفي بذكر أسماء الكتب وأسماء مؤلفيها بشيء يسير من التفصيل رومًا للاختصار، فإن المقال الوجيز لا يسع التطويل.

(1) الكتب التي تم تدوينها إلى القرن العاشر الهجري:

     علم التفسير: ومن أهم ما ألف في هذا العصر من كتب التفسير «تبصير الرحمن وتيسير المنان» لصاحبه العالم الكبير والمصلح النابغة الشيخ علاء الدين على بن أحمد المهائمي (776-835هـ) يحتل هذا التفسير مكانةً ساميةً في الأوساط العلمية، ويمتاز باللطائف العلمية والنسق بين الأيات.

     ومن غرائب ما أنتجته الهند في نهاية هذا العصر «سواطع الإلهام» للشيخ أبي الفيض الفيضي [954-1004هـ] من جلساء الإمبرا طور المغول جلال الدين أكبر، استخدم الفيضي في هذا السفر العلمي المدهش صنعة الإهمال، فلم يأت بكلمة ذات النقطة، إنما هو متعسر جدا لكن الفيضي شق طريقا مرتقى الصعب إلى النجاح.

     يقول الأستاذ شبلي النعماني:

     «سواطع الالهام أي تفسير معرى من النقاط قد تم سنة 1002هـ وقد استغرق مدة ستين أو ستين ونصف سنة وكان الفيضي يعتزبه كثيراً (شعر العجم 3/58) واعتبره الشيخ مناظر أحسن الكيلاني مأثراً لم تشهد نظيره الأوساط العلمية في العالم الإسلامي كله (منهج التعليم والتربية، بالأردية 2/285).

     علم الحديث: من أهم ما ألف في الهند في هذا العصر في الحديث كتاب «مشارق الأنوار» للإمام حسن بن محمد الصنعاني اللاهوري، كان الشيخ من أئمة اللغة والفقه والحديث، وكتابه هذا من الكتب التي ذاع صيتها إلى أقصى أنحاء العالم الإسلامي، وكان إليه المنتهى في الحديث في الهند قبل شيوع تدريس الصحاح الستة، ومنها «كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال» للشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهانفوري (975هـ) وهو ترتيب «جمع الجوامع» للسيوطي، وهو من الكتب التي انتفع بها علماء الحديث كثيراً حتى قال الشيخ أبو الحسن البكري الشافعي: «إن للسيوطي منة على العالمين وللمتقى منة عليه» (المسلمون في الهند ص: 34)

     وممن برز في هذا العصر في علم الحديث هو تلميذ المتقي الشيخ محمد طاهر الفتني (م 986هـ) كان عالماً أبيًّا حاملاً لواء السنة المطهرة ضد التشيع، من مهرة الحديث النبوي الشريف الذي خدم الحديث بلسانه وقلمه، فألف كتاباً نادراً في غرائب التنزيل والحديث «مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار» يقول العلامة السيد عبد الحي الحسني:

     «جمع فيه المؤلف كل غريب الحديث وما ألف فيه فجاء كالشرح للصحاح الستة وهو كتاب متفق على قبوله بين أهل العلم منذ ظهر في الوجود، وله منة عظيمة بذلك العمل على أهل العلم، وكذلك كتابه «تذكرة الموضوعات» من الكتب السائرة المتداولة في الموضوع (نزهة الخواطر 4/298).

علم الفقه:

     ومن الفقهاء البارعين والمفتين الممتازين المتضلعين من الفقه والفتاوى الذين طارصيتهم وخلفوا آثاراً صالحة في هذا العصر، لايقل عددهم، إلا أنني اكتفى بذكر كتابين بارزين:

     1. الفتاوى الغياثية: للشيخ داؤد بن يوسف الخطيب، رتبه للسلطان غياث الدين تغلق، و نسخته موجودة في الخديوية المصرية، وفي دار المصنفين بالهند، وقد طبع سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة بعد الألف ببولاق، كذا حققه القاضي سجاد حسين في تقديمه للتاتارخانية (1/31)، والصحيح الذي يتجلى من نفس الكتاب أنه قد تم تدوينه في عهد الملك غياث الدين بلبن (1287-1266م) أما عهد الملك غياث الدين تغلق فهو يرجع إلى (1320-1325م) وهو أول كتاب شهدته الهند في الفتاوى، أصدرته المكتبة الإسلامية بكوئتة بباكستان.

     2. الفتاوى التاتارخانية: للعلامة عالم بن العلاء الأنصاري الدهلوي الهندي المتوفى سنة 786هـ مجموعة مرتبة في عدة مجلات، أورد فيها المسائل المفتى بها التي انتخبها من المحيط البرهاني والظهيرية وغيرها، وأطلق عليها اسم «تاتارخانية»، لأنه ألفه بأمر من الأمير «تاتارخان» الجنرال العسكري والوزير الكبير للسلطان «فيروز شاه تغلق» المتوفى (790هـ/1388م) ولم يزل مرجعاً للفقهاء منذ نشأته، وقد وفق الله تعالى الشيخ القاضي سجاد حسين لإخراج هذا التراث الفقهي من عالم المخطوطات المطوية إلى عالم المطبوعات المنشورة بإيعاز من وزارة المعارف للحكومة الهندية، فأخرج الكتاب في خمسة مجلدات ضخمة، ثم توجهت عزيمة الشيخ المفتي شبير أحمد القاسمي، فحقق الكتاب وعلق عليه، وقارن بالنسخ المتوفرة لديه فأتى بما ينشرح به الصدر وتقربه العين:

     اللغة والأدب: يجدُ رُبنا أن نقدم في هذه القائمة كتاب «العباب الزاخر» للإمام حسن بن محمد الصنعاني اللاهوري الذي عد من مراجع اللغة العربية وغرر كتبها، وقد اعتنى به أئمة اللغة قديما وحديثاً، واعترفوا له بالدقة والإتقان وغزارة المادة، واعترفوا لصاحبه بالفضل والإمامة في هذا الشان.

     ومن الشعراء المفلقين في هذا العصر القاضي عبد المقتدر الكندي الدهلوي (م791هـ) والشيخ أحمد بن محمد التهانيسري (830هـ).

ما وضع إلى القرن الثالث عشر الهجري:

     علم التفسير: (1) التفسير المظهري للشيخ القاضي ثناء الله الفاني فتي (م 1225هـ) اعتني فيه المؤلف بالأقوال الصحيحة الثابتة متنحيًا ومتجنبًا عما دخل التفسير من الروايات الإسرائيلية التي لاتمت بصلة إلى الصحة والصواب، مطبوع متداول، (2) التفسيرات الأحمدية: مجموع ما جمعه الشيخ أحمد بن سعيد المعروف بملاجيون (م 1130هـ) من الأيات التي يستنبط منها أحكام الشرع، فقد انتخب الملازهاء أربع مئة وخمسين آية، وراعى فيها الترتيب المصحفي، ويبرهن على ما ذهب إليه الإمام أبو حنيفة رحمه الله بالإضافة إلى ما اختاره الأئمة المجتهدون الأخرون.

(ب) علم الحديث النبوي الشريف:

     ممن فاق في هذا العصر في الحديث النبوي الشريف وذاع صيتهُ في أقصى أنحاء البلاد هو الشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي، فإنه ألف «لمعات التنقيح على مشكاة المصابيح» تناول فيه الكتاب بإيضاح غريبه وشرح مكنونه، وكتب له مقدمة وجيزة نافعة حاوية مصطلحات الحديث، ومن أهم ما أنجبه هذا العصر الشيخ المحدث أبو الحسن السندي (م1728م) الذي علق على الصحاح الستة، وخدمته للجامع الصحيح معروفة لدى ذوي العلم.

     وممن برز في هذا العصر الشيخ الإمام ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الدهلوي (م1131هـ) الذي هو أشهر من أن يعرف، فهو عالم موسوعي متضلع من شتى العلوم من الحديث والتفسير وما إلى ذلك، وقد شرح الموطأ للإمام مالك باسم «المسوى» و«المصفى» بالعربية والفارسية.

الفقه الإسلامي:

     ومن أهم ما أنجبته الهند في هذا العصر كتاب «الفتاوى الهندية» أو «الفتاوى العالمكيرية».

     فإنه كتاب شامل حاز إعجاب العلماء واعتمادهم شرقاً وغرباً ويُعد إلى اليوم من المراجع المعتبرة في الفقه الحنفي، و «العالمكيرية» نسبة إلى السلطان محمد أورنك زيب عالم كير» توفى سنة (1118هـ) أحد ملوك الهند المعروفين بالورع وحب العلم وحملته، فإنه أمر بتأليف هذه الموسوعة الضخمة من الفتاوى، وأسند القيام بذلك إلى الشيخ نظام الدين البرهانبوري، الذي كوّن لأجل تأليفها لجنة ضمت أكثر من أربعين عالماً متقناً، منهم القاضي محمد حسين الجونبوري المحتسب والشيخ علي أكبر الحسيني وأسعد الله خاني والشيخ حامد بن أبي حامد الجونبوري والمفتي محمد أكرم الحنفي اللاهوري وغيرهم من العلماء الأفذاذ.

     ومن متنجات هذا العصر الفقهية «فتاوى اللكنوي» للإمام المحدث الفقيه أبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي (المتوفي1304هـ) وهذه الفتاوى مسماة «نفع المفتي والسائل بجمع متفرقات المسائل» وقد صدرت الفتاوى مؤخراً بتحقيق الشيخ صلاح محمد أبو الحاج. والشيخ اللكنوي أحد العلماء الأفذاذ الذين أنجبتهم أرض الهند الخصبة، فإنه لم يعش إلا أربعة عقود؛ لكنه قام بمآثر خالدة، انقطع إلى العلم وخدم الإسلامَ وعالج موضوعات شتى، مؤلفاته كثيرة، قاربت مئة وثلاثين مؤلفاً في مختلف العلوم، جُلّها في علم الفقه، وكلها في غاية من النفع.

     وله أيضاً (1) السعاية في كشف ما في شرح الوقاية: شرح بسيط جمع الفوائد النفيسة والأبحاث العجيبة، ولكنه لم يتم (2) عمدة الرعاية، شرح وجيز أو تعليق مفيد على شرح الوقاية لعبيد الله صدر الشريعة الأصغر (م 747هـ) ولم يكتف بهما، بل كتب تعليقات مفيدة جدا على هداية المهتدي للمرغيناني (م593هـ) علاوة على رسائل عديدة تناول فيها كثيراً من الأبحاث الفقهية، وهي مطبوعة منفردةً، وقد صدرت أخيرا من باكستان مجتمعةً باسم «رسائل اللكنوي»، ومن أهمها (3) القول الجازم في سقوط الحد بنكاح المحارم (4) تحفة النبلاء في جماعة النساء (5) ردع الإخوان عن محدثات آخر جمعة رمضان (6) تحفة الطلبة في تحقيق مسح الرقبة (7) إحكام القنطرة في أحكام البسملة (8) الإنصاف في حكم الاعتكاف (9) الأجوبة الفاضلة عن الأسئلة العشرة الكاملة (10) إمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة خلف الإمام (11) خير الخبر بأذان سيد البشر (12) إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة (13) زجر أرباب الريان عن تشريب الدخان (14) الكلام الجليل فيما يتعلق بالمنديل (15) تحفة الأخيار في إحياء سنة سيد الأبرار وغير ذلك من الكتب والرسائل.

(د) علم اللغة والأدب:

     من كتب اللغة والأدب كتاب «تاج العروس في جواهر القاموس» للسيد مرتضى بن محمد البلكرامي المشهور بالزبيدي (م1205هـ) «وهو مكتبة لغوية علمية عظيمة في عشرة مجلدات كبار» ومنها كتاب «كشاف اصطلاحات الفنون» للشيخ محمد أعلى التهانوي، وهو كتاب عظيم النفع، تلقاه المشتغلون بالعلم في بلاد العرب بالقبول، وأثنوا عليه، لأنه كمعجم للمصطلحات العلمية يغني عن مراجعة آلاف من الصفحات ومئات من الكتب، وهذا موضوع لم يكن فيه كتاب موسع على شدة الحاجة إليه ولايزال المرجع الوحيد للفضلاء والمؤلفين والباحثين في هذا الشان، وفي هذا الموضوع كتاب أخر وهو «جامع العلوم» المشهور بدستور العلماء في أربعة مجلدات للشيخ عبد النبي بن عبد الرسول الأحمد نكري من رجال القرن الثاني عشر (المسلمون في الهند ص: 36) وممن برز في هذا العصر من الشعراء المفلقين والأدباء المحققين الشيخ غلام علي آزاد البلكرامي، صاحب السبع السيارة (1300هـ)

ما وضع في القران الرابع الهجري إلى حد اليوم:

     هذا العصر مزدهر بما أغنى علماء الهند المكتبات العربية من التصانيف النادرة والبحوث القيمة، وتفصيل ذلك كله يتطلب ألوفاً من الصفحات، فاكتفي بذكر المؤلفات مع أسماء مؤلفيها بإيضاح يسير مراعياً الترتيب الزماني.

علم التفسير وما يتعلق بالقرآن الكريم:

     1. تفسير آيات الأحكام، للشيخ الحافظ عبد العلي النجرامي (1296هـ) وهو كتاب قيم تم ترتيبه على الأبواب الفقهية، طبع الكتاب بمطبع محمدي ممبئي (2) آيات الإعجاز، للشيخ عبد الرشيد الكشميري (م1298هـ) كتاب وجيز، ونسخته الخطية موجودة في مكتبة ندوة العلماء بلكناؤ (3) تعليقات على الجلالين و (4) تعليقات على تفسير البيضاوي كلاهما للشيخ فيض الحسن السهارنفوري (م 1304هـ) (5) فتح البيان في مقاصد القرآن (ثمانية مجلدات) للشيخ صديق حسن خان القنوجي (م 1307هـ) وله أيضا (6) نيل المرام في تفسير آيات الأحكام، (7) ألفاظ القرآن المسمى نجوم الفرقان لتخريج آيات القرآن للشيخ أهل الله فقير الله (8) الإكليل على مدارك التنزيل، للشيخ عبد الحق شاه محمد بن يار محمد البكري الحنفي الإله آبادي يعرف بشيخ الدلائل توفى (1333هـ)، (9) كنز المتشابها ت، للشيخ الحافظ محبوب علي، طبع في دائرة المعارف بحيدرآباد سنة (1345هـ)، (10) نظام القرآن وتأويل الفرقان بالقرآن، للشيخ حميد الدين الفراهي (م1349هـ) حقق به الشيخ أن القرآن يفسر بعضه بعضا وكان من الذين عكفوا على خدمة القرآن الكريم وتفسيره، فقد صدر منه أيضاً، (11) مفردات القرآن، (12) الإمعان في أقسام القرآن، (13) أساليب القرآن، (14) التكميل في أصول التأويل، وما عدا ذلك من الكتب التي تعنيها علوم القرآن، (15) مشكلات القرآن، للشيخ الإمام أنور شاه الكشميري (م1352هـ) من نوابغ المحدثين والعلماء البارزين الذين قلما أنجبت الهند مثلهم، وهذا الكتاب مجموع ما استشكله العلامة الكشميري في القرآن الكريم من ناحية التأريخ أو الكلام أو العلم الجديد أو الإعراب وما قام بحله المقنع، وكان كمذكرة له، فقام المجلس العلمي بدابيل بطبعه، وكتب له تلميذه الشيخ يوسف البنوري مقدمة حافلة باسم «يتيمة البيان»، (16) وجوه المثاني مع توجيه الكلمات والمعاني، للشيخ أشرف علي التهانوي (م1362هـ) شيخ مشايخ الأمة في عصره وصاحب المؤلفات القيمة ومن كبار رجال الفكر والدعوة في القرن المنصرم، وهذا الكتاب جمع فيه الشيخ وجوه القراءة وأصولاً مهمةً بخصوص الفن، وله أيضاً كتاب، (17) «سبق الغايات في نسق الآيات» في بيان ربط الآيات بعضها ببعض، وكلاهما مطبوع، (18) تفسير القرآن بكلام الرحمن للشيخ ثناء الله الأمرتسري (م 1367) والشيخ جمع الآيات التي يفسر بعضها بعضا وكتب هذا التفسير وعلق عليه تعليقات مفيدة، وفي تفسير الحروف المقطعة سلك مسلك من اقتبس منها بعض المعاني والإشارات، وله أيضاً (19) بيان الفرقان على علم البيان، جمع فيه المؤلف ما يتحلى به كتاب الله عزوجل من محاسن فنية وحلاه بمقدمة تتجلى بها جوانب كثيرة للمعاني واليبان.

علم الحديث النبوي الشريف:

     (1) التعليق الممجد على موطأ الإمام محمد (2) الاٰثار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة (3) ظفر الأماني بشرح مختصر الجرجاني (4) الرفع والتكميل في الجرح والتعديل (5) التعليق على الحصن الحصين، هذه الخمسة التي تدور حول موضوع الحديث وأصوله، كلها من مؤلفات الشيخ عبد الحيي الفرنكي محلي (م1304هـ) القيمة، وهي مطبوعة، وقد خدم بعضها الشيخ عبد الفتاح أبو غده والدكتور تقي الدين الندوي بتعليقات نافعة، وقد كتب الشيخ صديق حسن خان القنوجي في الحديث الكتب التالية (6) عون الباري في حل أدلة البخاري (7) السراج الوهاج في شرح مسلم بن الحجاج (8) فتح العلوم في شرح بلوغ المرام (9) نزل الأبرار في شرح منتقى الأخبار (10) أربعون حديثا في فضائل الحج والعمرة (11) الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (12) الحطة في ذكر الصحاح الستة (13) الرحمة المهداة إلى من يريد زيادة العلم على أحاديث المشكاة وغير ذلك من الكتب (14) فتح الرحمن في إثبات مذهب النعمان للمحدث عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، وقد صدر بتحقيق الشيخ المفتي نظام الدين الأعظمي (15) التعليق المحمود على سنن أبي داؤد للشيخ فخر الحسن الكنكوهي (م1315هـ) من كبار تلامذة الإمام محمد قاسم النانوتوي (16) آثار السنن مع التعليق الحسن للمحدث العلامة ظهير أحسن النيموي (م1325هـ) ويُعد كتاب «آثار السنن» للعلامة ظهير أحسن النيموي في تائيد المذهب الحنفي والنقد في الحديث، كتاباً عالياً وزيادة عظيمة وافية بين مؤلفات الهنود في علم الحديث (المسلمون في الهند ص/42) (17) عون المعبود على سنن أبي داؤد (18) التعليق المغني على سنن الدار قطني (19) النجم الوهاج في شرح مقدمة مسلم بن الحجاج، هذه الثلاث للشيخ شمس الحق العظيم آبادي (م 1349هـ) وله كتب أخرى سوى ذلك (20) الكلام المسدد في رواة المؤطأ للإمام محمد، للشيخ محمد إدريس النجرامي (م1331هـ) ونسخته الخطية بيد المصنف موجودة في مكتبة دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكناؤ (21) بذل المجهود في حل أبي داؤد للشيخ خليل أحمد السهارنبوري (م 1346هـ) من أعلام من خدم السنة النبوية وذب عنها في الديار الهندية، وشرحه هذا يعتبر أحسن شروح السنن للإمام أبي داؤد سليمان بن أشعث السجستاني (م 245هـ) وأجمعها بحثًا ورواية وأفضلها نسقًا ومأخذًا، وقد تم طبعه أخيراً في مجلدات ضخمة باعتناء من الشيخ الدكتور تقي الدين الندوي (22) فيض الباري بشرح صحيح البخاري (23) العرف الشذي بشرح جامع الترمذي (24) أنوار المحمود في شرح سنن أبي داؤد، للعالم النحرير وحافظ الحديث العلامة أنور شاه الكشميري (م1352هـ)، (25) معارف السنن بشرح سنن الترمذي، للشيخ العلامة محمد يوسف البنوري، هذا شرح حافل لجامع الإمام الترمذي، ولكنه لم يكمل، ألفه الشيخ البنوري في ضوء ما أفاده شيخه العلامة أنور شاه الكشميري (26) تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، للشيخ عبد الرحمن المباركفوري (م1353هـ) من أشهر شروح الترمذي، وهو غني عن الوصف والبيان (27) فتح الملهم بشرح صحيح مسلم، لشيخ الإسلام المحدث العلامة شبير أحمد العثماني (م 1949هـ) (28) أوجز المسالك إلى موطأ الإمام مالك، للشيخ المحدث محمد زكريا بن يحي الكاندهلوي (1982-1898م) صاحب المؤلفات الكثيرة في موضوعات الحديث والفقه والسيرة، وكتابه هذا أشهر مؤلفاته وأغنى شروح  الموطأ، أمضى في تأليفه أكثر من ثلاثين عاما، وقد طبع أخيراً باعتناء تلميذه الشيخ تقي الدين الندوي في مجلدات ضخمة (29) أماني الأحبار في شرح معاني الاثار للداعية المحدث محمد يوسف الكاندلوي (1965-1912م) ابن الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي مؤسس جماعة الدعوة والتبليغ العالمية، وبما أن شرح معاني الآثار للإمام أبي جعفر الطحاوي يحمل أهمية خاصة بين دواوين الأحاديث التي جمعت الحديث والفقـه، فاعتنى العلماء بشرحــه والتعليق عليه، فقد كتب العلامة بدر الدين العيني «نخب الأفكار في شرح معاني الآثار»؛ ولكن شرح الكاندهلوي هذا يجمع الشروح كلها ويستوفى مرادات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب ذكر المذاهب الأربعة في كل مسألة ومايرجح مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله والجرح والتعديل لكل راو، ولكن الشيخ لم يتمكن من إتمامه فقد صدر منه أربعة مجلدات إلى كتاب الحج فقط (30) التعليق الصبيح على مشكاة المصابيح، للشيخ المحدث محمد إدريس الكاندهلوي (1899-1974م) أحد العلماء المتقنين لعلوم التفسير والحديث والأدب، ألف شرح مشكاة المصابيح لولي الدين الخطيب العمري التبريزي (م740هـ) في ثمانية مجلدات، قام بطبع المجلدات الأربعة في دمشق وباقيها في لاهور، وله «تحفة القارئ في حل مشكلات صحيح البخاري» (31) إعلاء السنن: للمحدث الناقد الشيخ ظفر أحمد العثماني (م1974هـ) وهذا الكتاب سفر علمي ضخم وموسوعة الأحاديث والآثار التي تؤيد المذهب الحنفي، فهو كتاب عال وزيادة وافية بين مؤلفات الهنود في علم الحديث في عشرين مجلداً ضخماً، وألفه الشيخ العثماني في ضوء ما أفاده حكيم الأمة شيخ مشايخ الهند في عصره الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله تعالى رحمة واسعة (32) مرعاة المفاتيح شرح مشكوة المصابيح، للشيخ عبيد الله الرحماني المباركفوري من كبار علماء أهل الحديث في الهند (33) زجاجة المصابيح، للشيخ أبي الحسنات السيد عبد الله الحيدرآبادي، ألف هذا الكتاب الضخم في خمسة مجلدات على منوال مشكاة المصابيح، بيد أن مؤلف المشكاة الشيخ ولي الدين الخطيب التبريزي من أتباع الإمام الشافعي، فإنه ربما أتى بما يؤيد المذهب الشافعي، فألف الشيخ هذا الكتاب علي طرازه وسلك المنهج الذي يعضد المذهب الحنفي، بالإضافة إلى نقل الآيات المناسبة بالباب دونما تقسيمه إلى ثلاثة فصول، وعلق عليه بتعليقات وحواشٍ تزيد الدارس بصيرة، وتوضح أن المذهب الحنفي أقرب إلى الأحاديث والآثار، وأُخبرتُ أن قسم التخصص في الحديث في دار العلوم ماتلي والا بمديرية بروص غجرات يعمل على إخراج الكتاب وطبعه من جديد (34) تراجم الأحبار من رجال معاني الآثار للشيخ الطبيب محمد أيوب السهارنفوري، جمع فيه ما ذكر الإمام أبو جعفر الطحاوي في شرح معاني الآثار من الرجال والرواة، مع ذكر أقوال العلماء فيهم وعدد مروياتهم (35) تقريب شرح معاني الآثار للمحدث الجهبذ البصير الشيخ نعمة الله الأعظمي، رئيس قسم التخصص في الحديث بالجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند، (36)العرف الذكي بشرح جامع الترمذي، رتبه الشيخ عبد الله المعروفي، الأستاذ في القسم أعلاه (37) المسك الشذي بشرح جامع الترمذي للشيخ المفتي حبيب الرحمن الخير آبادي المفتي العام لدارالعلوم ديوبند (38) شيوخ أبي داؤد في سننه، للشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي، أستاذ الحديث الشريف بدارالعلوم ديوبند (39) الحديث الحسن في جامع الترمذي (40) حسن صحيح في جامع الترمذي دراسة وتطبيق (41) حسن غريب في جامع الترمذي دراسة وتطبيق، هذه الكتب الثلاثة أعدها طلبة قسم التخصص في الحديث النبوي الشريف بدار العلوم ديوبند، وأشرف عليها فضيلة الشيخ نعمة الله الأعظمي، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي والشيخ عبد الله المعروفي، وصدرت مؤخراً من أكاديمية شيخ الهند التابعة لدار العلوم ديوبند (42) المعتصر من إعلاء السنن للشيخ محمد عارف جميل القاسمي، الأستاذ بالجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند ومساعد التحرير لمجلة «الداعي» الصادرة منها (43) تعليق وتحقيق نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، لكاتب هذه السطور أشرف عباس القاسمي، أصدرته دارالكتاب ديوبند.

الفقه الإسلامي:

     (1) فصل الخطاب في مسألة أم الكتاب (2) ونيل الفرقدين في مسألة رفع اليدين (3) بسط اليدين لنيل الفرقدين (4) كشف الستر عن صلاة الوتر، هذه الأربعة كلها للمحدث الناقد الشيخ أنور شاه الكشميري (م1933هـ) (5) حاشية نور الإيضاح (6) حاشية شرح كنز الدقائق (7) حاشية شرح النقاية (8) حاشية مختصر القدوري، هذه الوحواشي الأربع للعلامة الشيخ إعزازعلي الأمروهوي (م1372هـ) المفتي العام الأسبق للجامعة الإسلامية دار العلوم ديوبند (9) النظام القضائي الإسلامي، للشيخ القاضي مجاهد الإسلام القاسمي، رئيس ومؤسس مجمع الفقه الإسلامي الهندي، وضعه الشيخ بالأردية وبالتالي تم نقله إلى العربية (10) نوازل في قضايا فقهية معاصرة للشيخ خالد سيف الله الرحماني حفظه الله تعالى، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الهندي (11) السياحة أحكامها وآدابها في ضوء القانون والشريعة (12) القانون الدولي الإسلامي في ضوء كتابات الإمامين الشيباني والأوزاعي (13) الإجبار على الزواج، هذه الثلاثة من إصدارات مجمع الفقه الإسلامي (الهند) يصدر المجمع حيناً لأخر مجموعات شتى تناول بحوثا أصولية وعروضا فقهية حول القضايا الاجتماعية المعاصرة (14) فقه الأسرة لكاتب هذه السطور أشرف عباس القاسمي، أصدره مجمع الفقه الإسلامي الهند أخيرا.

الأدب واللغة:

     وممن برز في هذا العصر من الأدباء والكتاب والشعراء واللغوين وما انتجوا من الأدب وما قرضوا من الشعر العربي يكتب بمداد من النور في تاريخ الهند الإسلامي المشر ق، ونكتفي بسرد أسماء البعض.

     (1) ديوان الفيض للشيخ الأديب فيض الحسن السهارنفوري (م1304هـ) يضم ست عشر مئة شعر عربي وتم طبعه بحيدرآباد (1334هـ) (2) ديوان المعلم عبد الحميد الفراهي (م 1349هـ) منشور علي 31 صفحة ويدور حول حرب طرابلس التي أصبحت فيها الهزيمة مغبة الأتراك (3) وله أيضا جمهرة البلاغة (4) قصائد الشيخ محمد، للشيخ محمد إعزاز علي الأمروهوي (م1373هـ) (5) وله أيضا نفحة العرب، (6) نور على نور (7) وسيلة الظفر في مدح خير البشر كلاهما للشيخ ظفر أحمد العثماني (م1974هـ) (8) أزهار العرب للشيخ أبي عبد الله محمد بن يوسف السورتي (م1942هـ) (9) القراءة الراشدة (10) قصص النبين للأطفال (11) مختارات من أدب العرب (12) «روائع اقبال» هذه الكتب كلها للكاتب الإسلامي الكبير وأديب اللغة العربية الشهير الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله (م1999هـ) (13) نفحة الأدب (14) القراءة الواضحة كلاهما لمعلم اللغة العربية وصاحب القواميس المعروفة الشيخ وحيد الزمان الكيرانوي (15) العرب وآدابهم، لأفضل العلماء الشيخ محمد يوسف المدراسي (16) الإنابة إلى شعراء الصحابة للأستاذ غضنفر حسين الشاكر (17) الأدب العربي بين عرض ونقد (18) منثورات من أدب العرب كلاهما للشيخ السيد محمد رابع الحسني الندوي الرئيس العام لندوة العلماء بلكناؤ (19) مفتاح العربية، للكاتب الإسلامي ورئيس التحرير لمجلة الداعي الشهرية الشيخ نور عالم خليل الأميني (20) تاريخ الأدب العربي للأستاذ واضح رشيد الندوي (21) نفح المشموم في مدح مظاهر علوم للأديب الأستاذ أطهر حسين السهارنفوري أستاذ اللغة العربية بجامعة مظاهر علوم (وقف) سهارنفور، وغير ذلك من القصائد والدواوين التي يطول ذكرها.

     وجزى الله عنا كل من له إسهام بنشر العلم وإيصال النفع إلى الناس.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، محرم - صفر 1436 هـ = نوفمبر – ديسمبر 2014م ، العدد : 1-2 ، السنة : 39

 



(*)   أستاذ بالجامعة. E-mail: muf.ashraf@yahoo.com